بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
نحن هنا بصدد الحديث عن هذه المرأءة العظيمة خديجة بنت خويلد عليها السلام
وهي أول زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) وأول من آمن به ...وخير نساءه
وكما قال المثل وراء كل رجل عظيم امرأءة وهذه المرأة كانت وراء هذا النبي العظيم
السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام هي حروف من نور
خطة وحفرت في بدايات الاسلام ...وهي أحد الاعمدة الذي قام بقيامهم الاسلام
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما نفعني مال قط ما نفعني مال خديجة (مستدرك سفينة البحار: ج2 ص30).
وروي أن الإسلام لم يقم إلا بمالها وسيف علي بن أبي طالب (عليه السلام) (ذكره الفقيه الكبير المامقاني وقال إنه متواتر، تنقيح المقال: ج2 ص77).
لقد بلغت هذه المرأة العظيمة من المكانة في قلب رسول الله ما دفع نساءه بأن يغارن منها حتى بعد وفاتها عليها السلام
ذكر الكنجي الشافعي عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: ما غرت على نساء النبي (صلى الله عليه وآله) إلا على خديجة، وإني لم أدركها. وكان رسول الله إذا ذبح شاة يقول: أرسلوا بها أصدقاء خديجة. قال: فأغضبته يوماً فقلت: خديجة، فقال: إني رزقت حبّها (كفاية الطالب: ص359).
عن عائشة قالت: ما حسدت أحداً ما حسدتُ خديجة، وما تزوجني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا بعدما ماتت (عليها السلام)، وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشّرها ببيت في الجنة... (سنن الترمذي: ج5 ص659).
وذكر العلامة المحقق الأربلي (قدس سره) قال: وعن علي (صلوات الله عليه) قال: ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) خديجة يوماً وهو عند نسائه فبكى، فقالت له عائشة: ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد؟
فقال (صلى الله عليه وآله): صدقتني إذ كذّبتم، وآمنت بي إذ كفرتم، وولدت لي إذ عقمتم. قالت عائشة: فما زلت أتقرّب إلى رسول الله بذكرها. (كشف الغمة في معرفة الأئمة: ج1 ص508).
خديجة عليها السلام ..خير نساء النبي وأفضلهم
ذكر ابن الجوزي عن عائشة: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة (عليها السلام) فيحسن عليها الثناء. فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزاً قد أخلف الله لك خيراً منها؟ قالت: فغضب حتى اهتزّ مقدم شعره من الغضب، ثم قال: لا والله ما أخلف الله لي خيراً منها، لقد آمنت إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل أولادها إذ حرمني أولاد الناس. قالت: فقلت بيني وبين نفسي لا أذكرها بسوء أبداً. (صفة الصفوة: ج2 ص4. وذكر قريباً منه الذهبي في سير أعلام النبلاء: ج2ص112).
وكذالك كان لها من المكانة العالية عن الله وعند الملك جبرائيل اذ انه اقرأها السلام سلام الله عليها
عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: حدث أبو سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن جبرائيل (عليه السلام) قال لي: ليلة أسري بي وحين رجعت، فقلت: يا جبرائيل هل لك من حاجة؟ قال: حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومني السلام. وحدثنا عن ذلك أنها قالت: حين لقيها النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لها الذي قال جبرائيل. فقالت: إن الله هو السلام ومنه السلام واليه السلام وعلى جبرائيل السلام. (تفسير العياشي: ج2 ص279).
وروي أن جبرائيل أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فسأل عن خديجة فلم يجدها، فقال: إذا جاءت فأخبرها أن ربها يقرؤها السلام (البحار: ج66 ص).
وعن الكنجي عن أبي زرعة قال: سمعت أبا هريرة يقول: أتى جبرائيل النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك، معها إناء فيه أدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة ... (كفاية الطالب: ص357).